أخبار وطنية كيف يمكن التصويت لفائدة أحــزاب فـشـلــت وأركـعـت تــونــس؟
بعد حكم ناهز ثلاث سنوات، برهنت الترويكا (أي النهضة وحزب المؤتمر للمرزوقي والتكتّل لبن جعفر) أنّها فاشلة على جميع المستويات وغير قادرة على تسيير البلاد وانقاذها..
فعلى الصّعيد الاقتصادي فشلت فشلا ذريعا إذ لم تكن لهذه الأحزاب أي استراتيجيّة اقتصادية واضحة ولا الكفاءات اللازمة، وكلّ ما كان يشغل الترويكا وخاصّة النهضة هو تشغيل الأنصار والأحبّاء وطبعا الأقارب والاستحواذ على السلطة دون أن تأخذها شفقة ولا رحمة بالزواولة.. من جهة أخرى تفاقمت مديونية الدولة، ولولا القروض والهبات، لبقيت نسبة كبيرة من السكان دون جراية.. أما الأسعار، فقد التهبت في كلّ المواد، من ذلك أنّ كيلو لحم الخروف بات يناهز 25 دينارا في حين كان في حدود 14 دينارا قبل ثلاث سنوات.. واختزالا، يمكن القول انّ الطبقات الفقيرة والمتوسّطة لم تعد قادرة على توفير أكلة متواضعة أو لباس محترم أو خلاص الفواتير ومواجهة الزيادات المتعاقبة!
وعلى صعيد آخر فقد أصبحت تونس بلاد الفضلات والأوساخ والهمجية، وأنا متخوّف من أن تصبح «أرض زبلة» بعد أن كانت «الخضراء» أرض ثقافة ونور وجمال!
أمّا أمنيا، فقد سمحت النهضة والمؤتمر للمرزوقي والتكتّل لمصطفى بن جعفر بانتشار العنف، وغضّت النظر عن الإرهاب وأفعال لجان «حماية» الثورة ، وفي ظلّ هذا الوضع كان من المفروض أن يستقيل بن جعفر والمرزوقي لكنّهما فضلا الكرسي ولم يكن لهما ايّ موقف حازم للتأثير على وزارة الدّاخلية وحكومتي الجبالي والعريض، وكيف ننسى الهجوم على السّفارة الأمريكيّة والرشّ في سليانة، والسماح بفرار «أبو عياض»، وارسال الشّباب للجهاد في سوريا وتقديم الارهابيين على أنّهم رياضيون، وكذلك اغتيال بلعيد والبراهمي والجنود والأمنيين، وكل هذه الأمثلة أحسن دليل على فشل الترويكا في مكافحة الارهاب، وذلك رغم مجهودات الأمنيين والجنود الشرفاء..
واليوم يتقدّم مرشّحو هذه الأحزاب ويلقون خطبا رنّانة تبرّر سياستهم وإخفاقاتهم وكأنهم أبرياء ممّا حل بالبلاد والعباد في عهدهم.. ولعلّ أخطر ما نسمع اليوم، أنّهم يتحدّثون عن رئيس توافقي وحكومة توافقية حتى تحتفظ النهضة بتأثيرها المطلق على الرئاسات الثلاث وتواصل إخفاقاتها!
والمطلوب من كلّ الديمقراطيين والعقلاء ألاّ يصوّتوا لفائدة أحزاب الترويكا ولا لأيّ حزب من الأحزاب المتشدّدة التي تريد إركاع الشعب التونسي وفرض نمط عيش غارق في التشدّد عليه!
المنصف بن مراد